عباس محمد أحمد - عضو المجلس السعودي للجودة SQC
مفهوم أصحاب المصلحة أو “ Stakeholders”
بشكل عام
أصحاب المصلحة هم الأفراد أو الجماعات أو الجهات أو المنظمات الذين يتأثرون
بشكل أو بآخر سلباً أو إيجاباً بحدث معين قد يكون فكرة أو مشروع أو منتج أو أي
تغيير يتم القيام به أو يجري التخطيط للقيام به.
معرفة اصحاب المصلحة أمر مهم لكل من يريد
البدء في مشروع أو تقديم فكرة جديدة أو اقتراح تغيير على نظام عمل قائم أو تقديم
منتج جديد في السوق، إنه جانب جوهري عند أي دراسة لجدوى القيام بتغيير ما
في الغالب يتم استخدام هذا المصطلح عند
الحديث في مجال الاستثمار أو بحوث السوق أو دراسات الجدوى الاقتصادية وقد يبدو أنه أقرب إلى مجالات معينة يتركز الاهتمام فيها على من يضعون الخطط
المستقبلية أو يرسمون السياسات وليس الأفراد العاديين من غير المتخصصين، ولكن إذا
نظرنا إلى العلاقات التي تحكم الأشياء سنجد أن معظم قراراتنا كأفراد هي عبارة عن استثمار نقوم به باستخدام مواردنا المتاحة، كما
أننا نسعى دوماً للحصول على التأييد أو
الدعم من الآخرين فنقوم بتسويق أفكارنا لهم لأن شعبية فكرة ما أصبحت اليوم وبشكل
متزايد المؤشر الأهم على قابليتها للنجاح والتطبيق و أصبحنا نعيش في عصر نعتمد فيه على آراء بعضنا لدرجة أن اقتناعنا بصحة شيء
أصبح مرتبطاً برؤى الجماهير وعدد من يقول " حسناً.. ولم لا " !
ولذلك فقد يكون من المناسب أن نتحدث عن
الموضوع بشكل عام حتى نقرب رؤيتنا للمفهوم
لاستخدام القراء من مختلف الخلفيات والاحتياجات.
إذا كنت ترغب في القيام بمشروع أو تقديم فكرة
أو ممارسة نشاط يؤثر في الآخرين أو في مصالحهم ؛ فستحتاج إلى أن تعرف بالتحديد من
هم المتأثرون بذلك وما المنفعة أو الضرر أو التأثير الذي قد يحصل لكلٍ منهم.وماهي
مرئياتهم عما تقوم به وردة فعلهم
المتوقعة تجاهه، هذا مهم لأن تحقيق توقعات أصحاب المصلحة وخلق أكبر مقدار من
القيمة لهم هو الهدف الأساسي لأي مشروع. الأساس الذي يبنى عليه الاهتمام بتحليل
أصحاب المصلحة هو أن استبدال أو إحلال أي عنصر جديد في توازن فعال وموجود مسبقاً
سيتبعه تأثيرات متباينة على حالة التوازن الحالية سواء أكان ذلك في البيئة
الخارجية أو الداخلية، ويرى إدوارد فريمان أن الهدف الأساسي للشركة هو العمل
كوسيلة للتنسيق بين مصالح أصحاب المصلحة واهتماماتهم، ولذا فإن تحليل أصحاب
المصلحة مهم.
فوائد تحليل أصحاب المصلحة
يمكنك عن طريق تحديد وتحليل أصحاب المصلحة
أن:
1 تتوقع ردة فعلهم.
2 تعرف تأثير المنتج الذي تقدمه على المجال
سلباً أو إيجاباً
3 توقع مدى رضا العملاء عن التغيير الجديد
وطريقة تفاعلهم معه.
4 توقع ردة فعل الموردين والمزودين
الحاليين أو القدامى سواء من الذين يقومون بتوفير المواد أو المعدات أو الذين
يوفرون أجزاء من المنتج.
5 توقع الزيادة أو الانخفاض في أسعار المواد الأولية
أو المنتج ككل أو الخدمات المتضمنة فيه نتيجة إطلاق المشروع.
6 سلوك المنافسين وكيف سيتجاوبون مع
التغيير
7 إمكانية مقاومة اللاعبين الحاليين في
السوق للفكرة الجديدة لأنها ربما ستؤثر على مصالحهم وخططهم بالسلب أو تضعف الطلب
على منتجهم ومن ثم تؤثر على أرباحهم.
8 معرفة تأثير الفكرة على العامل البشري
وهل سيتطلب التغيير إعادة تدريب أو تأهيل أو تبديل مهام العاملين أو تسريح جزء من
قوة العمل.
9 اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على حصة
المنتج في السوق وخاصة خلال فترة
التصحيح التي يتوقع أن يستغرقها التغيير
ومعرفة آثارها
وكما أشرت سابقاً فإن تحليل أصحاب المصلحة
لا يفيد فقط في مجال الأعمال والمشاريع، بل هو منهج يمكن استخدامه لتحديد مجال
القوة التي يمكن أن يحصل عليها أي فرد أو جماعة أو منظمة في محيط محدد. ومدى الإمكانيات
المتاحة له أو لهم للتأثير على أهداف المنظمة
أو المنظومة التي يعمل فيها، كما يمكن من معرفة توازنات القوة التي يعمل
ويتحرك فيها أو سيعمل ويتحرك فيها وكيفية تأثره بها.
يمكنك تحليل أصحاب المصلحة من تكوين نظرة
مستقبلية للتغيير في المستقبل ، فكثير من المبادرات لم تحقق النجاح لأنها لم تضع في
الحسبان أن صاحب مصلحة معين سيستجيب بتلك الطريقة استجابة للخطوة التي قام بها أصحاب المشروع.
لذا يجب عند التخطيط للفكرة أو المبادرة أو
التغيير أن يتم التأكد أنه لا يهدد صاحب
مصلحة يتمتع بالقوة والنفوذ والقدرة على التأثير على المشروع وعلى إرضاء أصحاب
المصلحة المهمين. وتحتاج إلى :
1/ تحديدهم
2/ تحليل وفهم علاقتهم بما تفعله ووجهات
نظرهم ومصالحهم.
3/ تحديد دوائر الاشتباك مع اصحاب المصلحة.
تقسيم اصحاب المصالح
-أصحاب المصالح يمكن تجميعهم بطرق مختلفة
حسب المشروع أو التغيير الذي سيحدث في المنظومة.
-هناك اصحاب مصلحة داخليون وخارجيون ، فعلى
سبيل المثال : عندما يتم النظر من زاوية صورة المنتج يكون " الزبون" هو
صاحب مصلحة قوي التأثير ، وعندما نريد مناقشة أمور مثل سلامة بيئة العمل فإن
" الموظفين" يكونون هنا صاحب مصلحة يتمتع بالقوة.
خطوات عملية
1-حدد جميع أصحاب المصلحة المهتمين
بالمشروع أو الفكرة التي تنوي تقديمها.
2-افهم حاجات واهتمامات كل منهم وصنفهم إلى
مجموعات بناء على الهدف المشترك لهم.
3-رتبهم من حيث الأهمية/التأثير/إمكانية
تحالفهم مع بعضهم... وهكذا.
4-قم بالتأكد من أن استراتيجياتك وخططك
تلبي احتياجاتهم أو لا تتعارض معها.
5-من المهم أن يتم تحليل أصحاب المصلحة
بشكل دوري للتأقلم مع المتغيرات المستمرة.
6- ليكن في علمك أنك لن ترضي الجميع فركز
على الأهم.
7-اعرف كيف يتم التعامل مع تعارض مصالح
أكثر من صاحب مصلحة
من هم أصحاب المصلحة الأهم
من المهم أن تحدد وتحلل أصحاب المصلحة
الذين تتوفر فيهم هذه المحددات:
1/ أصحاب المصلحة الذين يتأثرون بشدة
بعروضك أو ما تقوم به ويتصرفون بناء على عرضك.
2/أصحاب المصلحة الذين يشغلون موقعاً بشكل
يجعلهم طرفاً في اتخاذ القرار المتعلق بما تقوم به أو نتيجة له.
3/أصحاب المصلحة الذين يتم اللجوء إليهم أو
يستشارون لاتخاذ القرار بشأن ما تقوم به، المؤثرون.
4/أصحاب المصلحة الذين يشاركون في الأنشطة
التي تتعلق بالمشكلات المرتبطة بما تقدمه.
5/ قادة الرأي الذين يشكلون الراي العام
للمستهلكين أو أصحاب المصلحة الآخرين.
6/ أصحاب المصلحة حسب توزيعهم الجغرافي
والديموغرافي أو الخصائص المميزة.
7/ أصحاب المصلحة حسب تصرفهم وردة فعلهم بعد
التقائهم أو تلقيهم لما تقدمه أو تقوم به.
الكاتب: عباس
محمد أحمد
-----------------------------------------
ماجستير إدارة الأعمال Central South University
- China
عضو المجلس السعودي للجودة SQC
iam8abbas8@gmail.com
iam8abbas8@gmail.com
0 comments: