ربما حان الوقت لإنشاء أحلاف من نوع آخر، بدلاً عن سباق التسلح اللانهائي على الدول أن تفكر في جيوش صحية مهمتها الوصول السريع لمناطق الكوارث البيئية أو الأوبئة أو الأزمات التي تهدد الإنسان. فمن الواضح أن فيروس كورونا حتى وإن تم القضاء عليه أو اكتشاف علاج له فقد أوجد شكلاً جديداً من أشكال الحرب لا يكلف شيئاً. وكما نعلم فإن هناك العشرات من الفيروسات التي يمكنها أن تسبب أضراراَ تفوق كل ما فعله فيروس كورونا، سواء ماتمت صناعته في المختبرات أو ما تم تعديله أو تحويره ليعمل بطريقة محددة ، أو الأنواع التي تطورت طبيعياً عن طريق طفرات جينية
وربما تستعيض الدول عن شن حرب غير متكافئة مع عدو قوي باستخدام كائن استطعنا أن نرى بوضوح مايمكن أن يحدثه من أضرار.
وإذا كانت الأنظمة الصحية وتجهيزاتها في جميع بلدان الأرض عاجزة عن استيعاب هجمة مباغتة من فيروس ولا تستطيع منظمات دولية كالصليب الأحمر وغيرها لضعف الإمكانات أن تتعامل مع ظروف كهذه، ولايزال المنتجون يعتمدون على العرض والطلب لتصنيع سلعة أو التوقف عن تصنيع أخرى، فإن من الحكمة كذلك أن تكون الأولوية حماية المنتجين والمشترين العالميين من اضطرابات وأزمات تكون تداعياتها كارثية على الجميع فإن ما استطاع وباء كورونا أن يفعله في شهرين تجاوز ما عملت لأجله أمم ومجتمعات على مدى سنين.
وبإمكان الدول أن تمول إنشاء جيش كهذا بحيث لا تترك دولة منها لتواجه بمفردها مصيراً قاتماً وتقاتل عدواً يفوق إمكانياتها.كما أن المنافسة بين الدول ستكون خالية من أي استخدام لظروف إنسانية في الضغط على مواقف الأمم أو مساومتها بشيء من ذلك.
وسكون بمقدور جيش كهذا في أي جائحة عالمية أو طبيعية أن يقوم بنقل مستشفى ميداني كامل على غرار المستشفى المؤقت الذي بنته الصين في عشرة أيام فقط بعد مدة قصيرة من انتشار الوباء في ووهان. تضمن الدول المشاركة فيه أن يتم القضاء على التهديد في مهده قبل أن يصل إليها في أي لحظة على متن رحلة يومية بالطائرة..
0 comments: