Navigation Menu

ماهي الجودة ؟ ( 2 )

تبقى الجودة دائماً مجالاً رئيسياً لاهتمام الدارسين والخبراء والباحثين ولها تأثيرها القوي على أداء الأعمال، فهي خيار لا غنى عنه لاستمرارية ونجاح الشركات والمنظمات، وفي حين تسمح التقنيات الجديدة للمؤسسات أن تتبنى أطر عمل فعالة للجودة في منتجاتها وخدماتها وعلاماتها التجارية لتبقى في المنافسة
يبقى مفهوم الجودة متفرداً ومتميزاً وذا أهمية محورية لسبب آخر، وهو التطور المتزايد والمتسارع في عالم الأعمال والذي حفزه انتشار المعلومات وإتاحية المعرفة، أصبح الوصول للمعلومة الأساسية أو الخبرة القابلة للنقل أمراً متاحاً للجميع تقريباً،وكذلك انتقال المعرفة والإمكانية الهائلة التي أصبحت متاحة بين يدي إنسان القرن الحادي والعشرين مع القدرة على التواصل والتساؤل في الوقت الحقيقي واسترجاع وإعادة المحتوى المعرفي حسب رغبة وظروف المتلقي وهي ميزة لم تكن متاحة بسهولة حتى للنخبة من المتعلمين أو المتدربين ،المعلومة التي أصبحت متاحة بشكل حتى شبه مجاني و في متناول الجميع أثّرت بشكل كبير على كفاءة الأعمال الناشئة ورفعت من مستوى الجودة الملموسة وأدت إلى تقليص الفارق الزمني للوصول إلى مستوى المواصفات المعيارية والمرجعية بالنسبة للمنتجين، وبهذا التغيير المهم أصبح التنافس على الوصول إلى العميل والقدرة على تلبية رغباته واحتياجاته معززاً لاتجاه في الجودة يرى أن المنتج هو عبارة عن مجموعة وتوليفة من الخدمات تؤدي في النهاية إلى إشباع احتياجات العميل ورغباته وتوقعاته.
فمن حيث المبدأ ومن حيث النظرية وفي الواقع عند التطبيق يعد مفهوم ( المنتج/الخدمة) أكثر دقة في التعبير عن وجهة نظر العميل للجودة. فالمنتج المادي مع الخدمات غير الملموسة المرافقة له أشبه بنظام مكون من المنتجات والخدمات وشبكات الدعم، وهذا النظام مصمم ليكون تنافسياً بحيث يرضي احتياجات العميل ويقلص العوامل الأخرى المحيطة التي تؤثر على إدراكه للجودة، وهذه المقاربة هي أفضل من النموذج التقليدي للأعمال الذي يضع إما جودة المنتج الملموسة أو الخدمة المرافقة له ستكون هي الأهم للعميل.
وبدافع التخصيص الكبير الذي تتطلبه الحاجات المتنوعة التي تمليها الأسواق العالمية ابتكرت المنافسة وسائل جديدة لرفع الأداء وتسريع الانتاج لأجل تغطية الطلب المتنامي من المستهلكين مع الحفاظ على مستوى ربحية الأعمال والأنشطة الاقتصادية دون إغفال خيارات العميل، فالعميل النهائي يتحكم في كافة الأنظمة التي تعمل على صناعة وتطوير وتقديم الخدمات المرتبطة بالمنتج الذي يقدم له.
مهما يكن فقد أصبح التغيير المستمر جزءاً لا يتجزأ من الجودة كما أن الجودة أصبحت تعني لدى العميل – فيما تعنيه- أن يحصل على شيء جديد.
لذلك فإن عملية تحقيق الجودة والحفاظ عليها هي جهد مستمر ودائم ولا تنتهي مهمة مدير الجودة بحصول المنشأة على شهادة في الجودة أو على تقييم معتمد في مرحلة من مراحل العمل مع أن  ذلك يعتبر مؤشراً على التزام المؤسسة أو المنظمة بمبدأ الجودة كمعيار إلا أن ذلك جانب واحد فقط من وعد الجودة الذي يعني استمرارية العمل من أجل الحفاظ على رضا وولاء العميل من خلال تلبية احتياجاته وتطلعاته ، وعلى وضع تنافسي جيد في السوق وعلى فعالية عالية في التشغيل والعمليات، وكفاءة في تلبية تطلعات أصحاب المصالح المرتبطين بنشاط المؤسسة مع مراعاة كافة أهداف الجودة المرحلية والاستراتيجية.

0 comments: