Navigation Menu

تأثيرات وباء كورونا على الأعمال



كيف تأثرت منشآت الأعمال نتيجة  تداعيات وباء كورونا
الكاتب : عباس محمد أحمد                 
 عضو المجلس السعودي للجودة SQC
iam8abbas8@gmail.com

بالنسبة للمديرين المحترفين فإن لحظة الحقيقة فيما يتعلق بوباء كورونا قد اتضحت منذ وقت طويل، نحن في واقع جديد وسنتعامل مع عالم تغيرت فيه عوامل كثيرة كانت إلى فترة قريبة من المسلمات في مجال الأعمال. ولكن ماهي أبرز الملامح التي توضح صورة المشهد:
مجالات تضررت أو تأثرت جراء الوباء
هذه المجالات  في الغالب هي :
1) أعمال فيها تواصل شخصي عن قرب وقرب جسدي.
 2) أعمل تتطلب وجود العميل ومقدم الخدمة في مكان واحد.
ومن أهم المجالات التي تأثرت بشكل كبير نجد 
-          أسواق الأسهم 
-     الطاقة
-         كافة المجالات التي تعتمد على الاستخدام الكثيف للعمالة 
-          التجزئة بمختلف أنواعها
-          المطاعم
-          الطيران والفنادق والسفر 
-   السياحة بما فيها السياحة الدينية 
مجالات ازدهرت نسبياً بتأثير من جائحة كورونا

في المقابل هناك مجالات تأثرت بشكل مغاير نسبياً
وهي في الغالب:
1) أعمال يمكن تنفيذها وتسليمها عن بعد.
2) أنواع من الترفيه وأنشطة إشغال وقت الفراغ الفردية.
ونجد هنا على سبيل المثال : 

- التعليم والتدريب عن بعد وعبر الانترنت
-          التجارة الالكترونية و البيع عبر الانترنت 
-          توصيل الطلبات
-          الخدمات الصحية
-          المطهرات ومستحضرات النظافة والعناية الشخصية
-          الصناعات الدوائية
-          التكنولوجيا الحيوية
-           مبادرات ومشاريع توطين الصناعة
-          الاستشارات الإدارية  والاستثمارية وإعادة الهيكلة
-          إنتاج الأغذية والمنتجات التموينية
-          البرمجة والحوسبة ورقمنة الأعمال
ولكن التغيير في جميع الحالات هو أمر واقع وينبغي التعاطي معه و الاستعداد له كما أن ازدهار الطلب في بعض المجالات لا يعني بالضرورة أن الشركات العاملة في هذا المجال لم تتكبد خسائر من نواحٍ أخرى أو تكاليف نتجت عن تغييرات فرضها انتشار وباء كورونا فمثلاً : قطاع التجارة الإلكترونية شهد إقبالاً كبيراً حيث اتجه العديد من الناس للتسوق عبر الإنترنت فلقد " حققت شركة أمازون مثلاً أرباحاً كبيرة في الفترة بين يناير ومارس 2020 إلا أنها واجهت أيضا نموا مطردا في النفقات التشغيلية للتعامل مع هذه التدفق الكبير على خدماتها، إذ تعاقدت مع 175 ألف عامل إضافي لتغطية الطلب الإضافي على خدماتها، كما أنها أنفقت الكثير لتوفير معدات الوقاية الشخصية للعاملين لديها وعمليات التعقيم والتعفير لمخازنها الضخمة12".
أيضاً أداء شركات مثل شركة فيديكس و يو بي أس الأمريكيتين، وهما من أكبر شركات التوزيع وايصال السلع إلى المنازل، فعلى الرغم من الزيادة الكبيرة في تسوق الزبائن بشكل فردي على الإنترنت، إلا أن العمليات الأكثر ربحية في توصيل الطلبات بين الشركات قد انخفض الطلب عليها، لأن العديد من الشركات قد أغلقت أبوابها أو قللت نشاطاتها خلال تفشي الوباء.12
وبشكل عام فهناك مؤشرات عامة تترافق مع التغيير تقريباً في جميع القطاعات والأعمال ويجب على الإدارات توقعها مثلاً:

- قد تضطر بعض الشركات لتسريح العمالة الزائدة في أوقات الركود، ولذلك يستدعي الأمر الدعم الحكومي.
- يتوقع أن يتم السماح لبعض القطاعات بالعمل وإن تدريجياً خاصة مع مطالبة بعض رجال الأعمال بعودة الحياة إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن وحذروا من أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي إلى إفلاس الشركات.هذه المطالبات أدت إلى اتهام البعض لهم بأنهم يسعون إلى استمرار أرباحهم مع أن الأمر لا يمكن النظر إلى المسألة من جانب واحد.
- المطالبة بعودة العمال إلى أعمالهم حتى لو وقعت نسبة من الوفيات بينهم، البعض  رأى أن المخاطرة بموت البعض أفضل من إفلاس البلاد بالكامل، وهنا يظهر دور القيادة في توجيه دفة الاقتصاد لمافيه الصالح العام وتفادي الأضرار غير الضرورية للشركات ومنشآت الأعمال.
ما هي طبيعة الأعمال الأكثر تأثراً

الشائع أن تتحدث وسائل الإعلام عن المؤثرين والقادة وصناع القرار في قطاعات الأعمال، وهي كذلك توجه خطابها إلى الفرد العادي الموظف والعامل ورب الأسرة ، لكن قليلاً ما توجه خطاباتها إلى أصحاب الأعمال الذين يقع عليهم عبء مختلف في التعامل مع الأزمة أكثر من غيرهم وكأن العالم ترك لهم مسؤولية تدبر أمرهم. هذه الفئة إضافة إلى فئات قليلة  أخرى تحتاج إلى التعامل مع تداعيات الوباء وتأثيراته على نشاطاتها، على سبيل المثال:

-          أصحاب الأعمال الناشئة والداخلون الجدد في السوق
-          صغار الموردين للصناعات المتأثرة بشدة أو بالسلب بانتشار الوباء ومتعهدو تقديم الخدمات الثانوية لهم.
-          مدراء المشروعات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
-          العاملون بالقطعة أو اليومية أو المشروع والعمالة الموسمية وجميع من يعملون خارج التنظيمات الرئيسية للأعمال والمشغلين المستقلين.
وكلما كان استثمار المدير أو المشغل المستقل كبيراً و مخاطرته في الدخول أكبر وعلاقته بالفئات المتأثرة أقرب وميزانيته التشغيلية أعلى كان هامش التحرك لديه ضيقاً وكان بحاجة إلى الإبداع في إيجاد الحلول لهذه الفترة.
حلول متنوعة وكثيرة لكن ما المناسب لقطاع معين – نشاط معين – مشروع معين

لسنا بحاجة إلى القول أن حديثنا عن الخطوط العريضة والأطر العامة لما يجب فعله الآن وان كل خطة تتخذها الحكومات والقوى الاقتصادية أو المراكز العلمية التي تتعامل مع الوباء قد تضيف أو تعدل على رؤيتنا للمسار ولكن هناك بعض الخيارات التي يبدو أن غالبية الأعمال بما فيها الشركات الكبرى قد حسمت أمرها وبدأت في الانتقال إلى العمل عليها إن لم تكن قد غيرت نموذج العمل الذي تتبعه بالكامل ليتعامل مع الوضع الجديد من خلالها. من ذلك الانتقال إلى العمل عن بعد كأسلوب أساسي متاح لكل أو معظم قوة العمل المتوفرة أو جاهز للاستخدام عند الطلب واعتباره المجال الرئيسي للأداء،  التحول إلى الرقمية أوالحوسبة وتقليل ارتباط أعمال المنشأة بموقع جغرافي بما في ذلك إعادة تصميم خدمة العملاء لتتمتع بالمرونة الكافية لتتماشى التغيرات في الوضع الجديد.





0 comments: