Navigation Menu

فيروس كورونا: فك الارتباط لحماية الوجود البشري (5-10)- Coronavirus


ربما يجد العالم بعد هذه الكارثة الشاملة التي تلقاها بسبب جائحة كورونا الجديد أن الطريقة التي يعمل بها الاقتصاد العالمي تحتاج إلى إعادة نظر.
وقد يرى العلماء أن الاعتماد على القوة البشرية في العمل والإنتاج يجب أن يجري عليه تعديل بشكل عاجل. وأن نعتمد على الآلات والأنظمة الآلية المتكاملة والروبوتات في ضمان توفر الحد الأدنى من المنتجات الأساسية، ولكن قد لا يكون هذا هو الشيء الوحيد الذي يجب ان نعيد النظر بشأنه.
ربما كان العالم محتاجاً إلى صفعة لإيقاظه من الانهماك في المنافسة الغير منضبطة والتساهل في الاحتياطات اللازمة لحماية تدفق السلع والخدمات الأساسية ولكن لم يكن هذا ما يتمناه أكثر المنادين باتخاذ احتياطات أكثر مسؤولية، وعلى كل حال فقد وقع مالم يكن بالحسبان.
وكما أصبحت منظمة الصحة العالمية في واجهة الأحداث بعد جائحة كورونا، الواجب أن تأخذ منظمات أخرى مكانها في الواجهة ويسمع لها العالم.
من المفروض أن توضع بعض السلع الأساسية في موضع الحماية من المضاربة على الأسعار وأن يتم تثبيت أسعارها فوراً بمجرد حصول أي جائحة أو كارثة تؤثر على إمكانية وصولها إلى البشر. كما يجب على المنظمات الدولية أن تتخذ الاحتياطات لمنع استخدام أي من هذه المواد والسلع كأداة سياسية أو توظيفها كاسلحة في الحروب بأي صورة من الصور. وهي مسألة قد تكون موضع جدل.
ولكن ربما لأن العالم أصبح مرتبطاً ببعضه بشكل كبير فيمكن أن ننطلق من حقيقة أن الانهيار الاقتصادي في أي طرف من العالم لن يكون في مصلحة أحد، ويمكن أن تؤدي الأحلاف الكبرى دورها في تقليص الهوة بين الواقع وبين المأمول.
قد يكون من الممكن الاستفادة من تجربة الاستثناءات على العقوبات التي تفرض على الدول لتقييم نجاح هذا المسعى  أو استكشاف مدى إمكانية تطبيقه بفعالية في الأزمات الكبرى. بعض الدول أدركت أن الأمن الغذائي هو أهم ما يجب الإبقاء عليه خارج المخاطرة، وبشيء من البصيرة يمكن لكل حكومات العالم إدراك أن المعارف التي أصبحت متاحة للإنسان العادي اليوم تجعل من غير الحكمة أن يظن قادة العالم أنه يمكن أن يستسلم بيأس لقدرالموت جوعاً أو عطشاً أو مرضاً.
إنه الحد الأدنى للبقاء ما نتحدث عنه اليوم، مع أنه غريب جداً أن نتحدث عن مثل هذا الموضوع في 2020 ولكن أعتقد أن ثلاثة أو أربعة أوبئة منذ مطلع الألفية وكنا محظوظين جداً لأنها انحسرت بشكل ما؛ ربما تكون نذيراً كافياً لنا لأن نفكر من جديد في كيفية إدارتنا للعالم.

0 comments: