Navigation Menu

فيروس كورونا- هل فشل العالم في توحيد خطة لإدارة الأزمة أ- (4-10) - Coronavirus

من أهم مايميز المجتمعات المتطورة دور العلم والمعرفة في تسيير كافة شؤونها ، فالكلمة النهائية هي لما أنتجه العلم والمعرفة العلم هو الأساس الذي تبنى عليه القرارات التي تنظم الحياة وهو الجانب الوحيد الذي يمكنه تزويدنا بأكبر درجة من اليقين الممكن الوصول إليه وبأقل درجة من الاختلاف والتباين في وجهات النظر.
العلم فقط هو الذي تتوفر فيه هذه الميزة اليوم، وحتى الذين يناقشون هذه الفكرة ويعترضون بأن العلم غير ثابت وإنما يتطور باستمرار فجوابهم أن هذا هو مايجعل الطريقة العلمية هي الأجدر بأن تستخدم. وليس في العالم اليوم ماهو أسرع وأوضح من العلم نمواً وتوسعاً ، المشكلة التي مازالت تواجهنا هي قصور جوانب أخرى من حياة الإنسان عن اللحاق بالتطورات الحديثة علمياً.
الانتشار المخيف لفيروس كورونا كوفيد ١٩ الآن هو أحد أشكال هذا القصور ، فالنظم السياسية والاقتصادية فشلت في الاستعداد للمرض مع أن العلماء قالوا كلمتهم في هذا الجانب وبوضوح لدرجة أن بعض المؤمنين بنظرية المؤامرة اعتقدوا لوهلة أنها خطة تم تصميمها وتنفيذها في وقت سابق، العلم لا يتآمر على أحد ولا يكره أحداً ولا يخطط لتدمير أحد، ولكن تصرفات البشر الغير علمية هي المسؤولة عن الإخفاق في الاستجابة لتحذيرات العلم.
تسمح المعرفة البشرية المنظمة للمجالات المختلفة للإسهام بدورها في التعامل مع الأزمات العالمية، و بحكم أننا نتحدث عن مشكلة ونتائج وحلول وتنفيذ فنحن نتحدث عن إدارة.
إدارة الأعمال بشكل خاص تتميز بأهمية خاصة في هذا الموضوع ، فهذا العلم نشأ وتطور بشكل كبير في فترة الأزمات الكبرى التي عصفت بالعالم، وتحديداً في فترة الحرب العالمية الثانية ومابعدها ، والغريب أن ذلك كان مرتبطاً بشكل أساسي بموضوع الخدمات الطبية في حالات الطواريء وكيفية إيصال الإمدادات للجيوش والجهات على الجبهة وكيفية التعامل مع حالات تتخذ فيها قرارات مصيرية من قبيل إجراء عمليات جراحية بالغة الخطورة في ظروف غير متصورة وغير اعتيادية بالمرة، وكانت أصغر القرارات التي يتخذها المدير قد تتحكم في حياة عشرات الآلاف من الجنود، عام القرار وسلاسل الإمداد والتوريدات ومبادىء التحميل ولاحقاً مفهوم الجودة الشاملة وكيفية التوفيق بين الإنتاج الكثيف الواسع لتغطية متطلبات طارئة مع المحافظة على الجودة والحد المعياري للقبول وكيفية اختبار الاعتمادية والمطابقة، كل هذه مفاهيم وتقنيات ومبادىء تطورت وترسخت وأرسيت في أوقات الحروب وأثناء المحاولات المستميتة لتقليل الوفيات والانهيارات ونقص الإمدادات بعدها.
كان القادة الميدانيون والمدراء بحاجة إلى أدوات إدارية موثوقة يمكنهم الاعتماد عليها لاتخاذ قرارات في أسوأ الظروف، كانوا في حاجة إلى تحديد العوامل ووزنها ومعرفة تأثير ها على القرارات التي تتخذ وفي وقت قصير إضافة إلى حاجتهم إلى رد فعل سريع وشبه تلقائي حين يتغير أي جزء من التوازن الحاصل.
كما كان على القادة أحياناً التعامل مع ظروف وحالات جديدة لم يسبق لهم التعامل معها من قبل مايتطلب وعياً حقيقياً بالهدف المراد الوصول إليه وابتكار آلية للنظر إلى المستجدات لا من حيث كيف تبدو ولكن من حيث تأثيرها على الخطة وحالة التوازن الفعالة الان.
أيضاً كان على القادة في الأزمات التعامل مع الأفكار الجديدة والابتكارات الغير مسبوقة التي تقدم كحلول لمشاكل تضغط بثقلها على تفكيرهم. وهذا بحد ذاته قد يعني أن يوجه جزء من الموارد القليلة أصلاً إلى أسلوب عمل جديد لم يسبق أن تمت تجربته واحتمالات نجاحه أو فشله تعتمد على تقديرات وحسابات نظرية تماماً . من هنا اكتسب علم إدارة العمليات وسلاسل الإمداد أهميته وتفرده وهو ماجعله أكثر مانحتاج إليه الان في ظل الهجوم المباغت والواسع النطاق لوباء فيروس كورونا المستجد.
لاعتبارات تتعلق بما نحتاج إليه الان، فقد انتهى تقريبا الوقت الذي كان يمكن فيه التحذير والإنذار والاحتياطات ولانه صدرت ردات فعل وقرارات مستغربة في التعامل مع الأزمة في أوقات حرجة كان يفترض أن يستفيد البشر من اتاحية المعلومات على شبكة الإنترنت العالمية، أضف إلى ذلك ان تلك القرارات هي ذاتها القرارات التي تتخذ كل يوم وكل حين وفي كل زاوية وفي كل اختصاص اثناء إدارة الأزمة ، ما يجعلنا نتساءل بحق، كيف يتم اختيار المسؤولين عن إدارة الأزمات؟، وهل يحتاج العالم إلى نمط إدارة مماثل لما هو موجود في الصين أو تبني نمطها في الإدارة حيث أن طاقم  الطواريء يعمل بشكلٍ موازٍ مع طاقم الإدارة الاعتيادي ويتدخل في الوقت المناسب بالطريقة المناسبة ؟ ربما، ولذلك نحتاج إلى أن نستكشف الموضوع سوياً بشكل أكثر تفصيلاً . 
بداية ينبغي أن نستبعد كل أشكال الإدارة الكاريزماتية والقادة النجوم والأشخاص الذين يحصلون على أكثر الهتافات في المحافل العامة فهؤلاء وقت الأزمة ليسوا سوى إحدى أدوات إدارة الأزمة، لأن العقل الذي تقوم عليه خطة المواجهة للخطر والذراع التي تقوم بالتعاطي مع مراكز التصرف في الأزمة هما أمران مختلفان كل الاختلاف عن الجوانب الشعبية وإدارة العمليات على خط المواجهة تختلف عن إدارة مناظرة لاستمالة الجماهير او تملقها.

فنحن لسنا في حال تستدعي الصورة التي ترسخت في أذهاننا عن القائد الذي يقف أمام جيشه ليشجع جنوده على فعل الشيء الوحيد الذي يمكن فعله الهجوم والنزال والثبات حتى النهاية، بينما نحن في حالة أقرب ماتكون إلى إدارة الموارد المحدودة في حال عدم التأكد حرب على عدو غير مرئي حقيقية صورة ومعنى، وكل قرار نتخذه سيزيد أو سينقص أعداد الضحايا في الحال أو في المآل وهنا تكمن المعضلة، كما أننا على موعد مع ساعات طويلة مملة من اللوم الغير عادل بعد أن تظهر النتائج النهائية.
ولأن التصرف لم يكن مبنياً على مثال سابق تعالت بعض الأصوات المتخوفة أو الناقدة للأساليب التي اتخذتها السلطات لصرامتها أو تقييدها للحريات أو أنها تنطوي على سلوكيات غير ديموقراطية وهنا ينبغي أن نسألهم عن الغاية من الديمقراطية كما تحدث عنها منظروها،وهل هي أدوات وآليات أم مباديء وغايات، وهل هل انتخب الناس من يتصرف التصرف السليم الذي ينقذ فيه الوطن وشعبه ومقدراته أم من يتصرف كما يريدون. في لحظات الخطر يحتاج الناس إلى قيادة يقظة حاسمة موجهة نحو الهدف لا تصم أذنها أو تغفل عينها عن المستجدات، فليس الوقت وقت تعزيز الفرص الشعبية أو الهروب من المسؤولية كما أن الإدارة وقت الأزمات لا يمكن أن تكون سليمة إذا أحاطت الإدارة نفسها بمجموعة من المنتصرين في معارك صغيرة كل مايمتلكونه هو مزيج من "الفتاكة" و "الفهلوة" أو الفتوات الذين لا يجيدون سوى الضرب بيد من حديد على كل من تريد. أو مجموعة من الجواسيس والسراق والمتلصصين الذين يبحثون عن "أشياء قد تكون مهمة"وإن كانوا لا يفهمون على الحقيقة ما تعنيه فابتكروا طرقاً للاستفادة الشخصية من هذه العملية بشكل مغاير تماماً لاتجاه الأزمة والحل.
هناك بعض النقاط الرئيسية التي أعتقد أنها أثرت على انتشار الوباء وأثرت بشكل ما الجهود التي تبذل لمواجهته، لا شيء يقال للعاملين الصحيين والطواقم الطبية من أطباء وممرضين وصيادلة وعاملين صحيين ومسعفين وفنيين وتقنيين وعلماء وخبراء وباحثين في كل أنحاء العالم الذين هم الأبطال الحقيقيون الذين واجهوا الموت وتحملوا الصدمة عن العالم فلهم التحية والإكبار وكل التبجيل والاحترام من البشرية وسيكون اليوم الذي نتغلب فيه على هذا الوباء يوم تكريم لهم ينالونه عن استحقاق كامل.
هذه مقدمة ليس إلا، وسنتحدث عن بعض الجوانب التي كان ومازال بإمكان المدير أن يتصرف بها ومن خلالها وعلى ضوء منها خلال إدارة أزمة في حال عدم التأكد .
حديثنا متواصل ..
 8abbas8 
جدة
 أثناء فترة الحجر الكامل لمواجهة  فيروس كورونا كوفيد ١٩
٢٠٢٠ /١ إبريل
---


هناك تعليق واحد:

  1. And this is additionally assuming that the app's developers have appropriately, and actually, written their metadata. 우리카지노 Apple has not been as thorough about developer honesty as it instructed. If the response does prompt a fix to the extra problematic placement of ads, it would in all probability depend on an stricken Apple ID account being in Family Sharing. It would additionally require parental controls to have been set up properly. Right now, that reportedly even includes when an advert spot just occurs to be in an inventory for childrens' apps. The firms do get a little say, however this just makes it worse.

    ردحذف