Navigation Menu

رأي المشاهد - المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء - coronavirus



هذا المقطع المفيد المختصر ربما يكون أبسط وأفضل شيء شاهدته حتى الآن عن الوقاية من فيروس كورونا ويستحق الطبيب  الشكر على توضيح كيف أنه من الممكن أن يساعد نمط الحياة  وتغييره على التصدي للمرض بشكل كبير..
لكن هناك نقطة من المتوقع أن الدكتور يعرفها تمام المعرفة  ولكن ربما لم يشأ الإشارة لها أو التركيز لعليها بالنظر لهدف المقطع  
وهي إن نظام مناعة الإنسان مع إنه قادر على تصنيع اجسام مضادة لفيروسات خطيرة لكن ( ليس ذلك لكل أنواع الفيروسات ) فهناك فيروسات ماتزال وسيلتنا الوحيدة للتعامل معها هو تجنبها، خذ مثلاً النوع الثاني من فيروس الكبد الوبائي، وهناك فيروسات مازلنا نعمل عليها.
وهناك فيروسات كل ما وجدنا لها لقاح أوعلاج غيرت نفسها في الموديل القادم للسنة التالية مثل الانفلونزا الموسمية ما يضطرنا إلى تصنيع لقاح آخر وهكذا.
الفكرة هي أن نظام مناعة الإنسان غير كامل بالمرة ولكن كما أعتقد فإن الدكتور رأى أنه من غير الحكمة أن تشغل الإنسان العادي بمشاكل لن تؤدي إلا للإضرار بقدرته على مقاومة المرض خاصة من ناحية الحالة النفسية والثقة بإمكانية تجاوز الأزمة وإرادة الشفاء التي هي مسألة مهمة في استفادة المريض من العلاجات كما يقول بعض المختصين. فليس من الحكمة ولا العقل أن يعلم الأطفال الصغار مثلاً أن الأسلحة النووية الموجودة في العالم اليوم كافية لتدمير كوكب الأرض عدة مرات وأن ذلك يمكن أن يحصل في طرفة عين بضغطة زر من زعيم " أزعر " كاللفظ الذي استخدمه الدكتور ، أو يعلموا مثلا أقوى الأنظمة الصحية في العالم يمكن بسهولة أن تصاب بالشلل في ساعات إذا حصل هجوم بيولوجي أو جرثومي يمكن تصنيع محتوياته في مختبر منزلي بإمكانيات متواضعة ، أو بأحد مئات الفيروسات المصنعة في المختبر وليس لها لقاحات أو بالفيروسات المتحورة الان في بعض المناطق والتي أظهرت مقومة لجميع اللقاحات المعروفة. ليس هذا من الحكمة في شئ..
ولكن أعتقد أننا واعون بما فيه الكفاية لنلاحظ أن قرار منع صرف المضادات الحيوية بدون وصفة سبق بوقت قليل كارثة انتشار فيروس كورونا.
أجل؛ نظام المناعة البشري غير كامل والفيروسات والأوبئة لم تزل أكبر قاتل للبشر ولا شك أن الدكتور يعلم أن جسمنا يحتوي على المئات من الفيروسات التي نجحنا في تعطيلها أو إدماجها في بنيتنا الحيوية على مر العصور في حين قضي على من لم يستطع تطوير وسيلة لذلك ، وهذا ما يحصل ل ال٨٠٪؜ من يشفى من أمثال  كرونا الجديد دون تدخل طبي أو بمساعدة بسيطة ، إنه السباق التطوري بين الطفرات و القدرات، انقراض الأنواع أمر يتم بشكل دائم ولكن ليس لدى الكائنات الأخرى الوعي لملاحظته ومعرفة سببه والتدخل لإيقافه كما كان القدماء يعتبرونه بلاء أو عقوبة بينما هوما يحدث كل يوم، ربما شهدنا جميعاً الأعوام الماضية الوفاة الجماعية والمخيفة لظباء السايغا الآسيوية الموضوع مؤلم ومدهش ومثير للقلق ولكن من من الكائنات الأخرى يمكنه أن يتوقع أن الدور قادم عليه؟!
ويقول العلماء إن "البكتيريا المسؤولة عن موت القطعان تعيش عادة في أجسام ظباء السايغا. أي أنها ليست غريبة عنها على الإطلاق. غير أن ما حصل في السنوات الأخيرة يشير إلى "تغيّر" في وظيفة هذه البكتيريا، فتحولت من بكتيريا مسالمة إلى بكتيريا قاتلة.
يحيل العلماء السبب في هذا التحول إلى موجات الحر التي شهدتها كازاخستان ويقولون "إن البكتيريا دخلت إلى الأوعية الدموية للحيوانات ما أدى إلى انتشار الوباء القاتل(1)".
  
 لو حاولنا تشبيه النظام المناعي للإنسان لوجدنا أنه أشبه بمحارب جسمه مليء بالندوب وشظايا الحمض النووي لفيروسات أصابته على امتداد العصور
ويجب ألا نغفل حقيقة أن خبرتنا التطورية قصيرة جداً على وجه الأرض مقارنة بحيوان كالتمساح مثلاً الذي يتمتع بخبرة تتجاوز ٣٠٠ مليون سنة ولديه القدرة على مقاومة أنواع عديدة من البكتيريا والفطريات والمعديات خاصة مع بيئته تواجده المليئة بأخطار التعرض لهجوم دائم من تلك الكائنات النشطة والدائمة التغير. ولعل الأنظار تتجه إلى هذه الكائنات لتقدم لنا المساعدة.
أما آكل النمل المشتبه الأول به هذه الأيام فلعل كثيرا من العلامات كانت تدل على أنه ينبغي عليك أن تتجنب العبث به.
بنظرة أولى لا أعتقد أن علماء الدين قادرين على إعطاء ملاحظاتهم في هذا الجانب فالمواصفات التي تم استخلاصها من النصوص وكانت معياراً لتحريم بعض الحيوانات ليست منطبقة بالمرة ، حتى المخالب التي لديه فمع أنها تماثل نظيرتها في الحيوانات المفترسة فهي متخصصة للغاية ولا تعدو أن تكون أدوات للحفر ولا يمكن اعتبارها شبيهة بما تستخدمه الحيوانات اللاحمة من كل ذي مخلب وناب كما أن غذاءه المرتكز على النمل وهي كائنات ليست مما يمكن اعتباره محظوراً تناوله لا في الديانات ولا في الثقافات، بل يتم تناولها بطرق مختلفة ولذلك ربما يمكننا الاهتداء بالحدس البشري الطبيعي، عندما كنا نجرب بشكل غريزي الأشياء التي يمكننا تناولها ورسخت خبرتنا المتوارثة أن بعض الحيوانات قد تكون تجربة إضافتها للمائدة أمراً بالغ الخطورة لسبب لم يكن معروفاً حينها ، تماماً كما لاحظ البدائيون في أماكن مختلفة من الأرض وفي شعوب معزولة بالكامل عن العالم أن الزواج من الأقارب المحارم سيؤدي إلى ولادة أجيال مريضة ومشوهة جسدياً ومليئة باعتلالات مميتة. وربما استخدم البشر الأديان لتلخيص خبراتهم عن ذلك التاريخ الموغل في القدم، أو قد يقول قائل أن تلك الأمراض والاعتلالات لم تكن إلا عقوبة لمن خالفوا أوامر إلههم وتعاليم أنبيائهم، حسنا لن ندخل في جدلية البيضة والدجاجة ولكننا سنتناول كليهما بسعادة.

.
ولنعد إلى صديقنا آكل النمل، لن أحاول أن أتقمص شخصية رجل الكهف لكن نظرة إلى تكوين هذا الحيوان وحميته الغريبة جداً ومشيته الواثقة تجعلك أيها الماشي على قدمين حذراً من تناوله لمصلحتك على الأقل.
ولن نتوقف عند تعليق طريف لأحد المشككين في قصة الطوفان وما حدث في سفينة نوح من أن آكل النمل كان مستاء جداً لأن وجبته الواحدة تتضمن عشرات الآلاف من النمل بينما كانت ترتيبات الرحلة أن يكون هناك زوجان اثنان فقط! ولكن ربما نحتاج فعلاً إلى مساعدة عالم ليجيب على سؤال وهو هل يمكننا توقع الخطر من تناول كائن متخصص بشكل عال في تغذيته؟ أم من كائن تدخل الحشرات بشكل واسع في نظامه الغذائي كالخفافيش والضفادع والأفاعي؟
بالنسبة لي يكفي الهدوء الغريب والنظرة المقلقة شبه الآدمية لحيوان الكسلان أو الكوالا أو آكل النمل لأن أدعوه إلى الغداء معي بدلاً عن أتناوله كغداء مهما كانت الظروف!

8abbas8
 -----

-----------------------------------------------
(1)
https://www.google.com/amp/s/arabic.euronews.com/amp/2018/01/20/the-reason-behind-mass-death-
1of-antelopes-in-kazakhstan-is-revealed

https://www.youtube.com/watch?v=QY1qqZiaTU8

Covid-19:Could this be the Revenge of the Pangolin? https://www.youtube.com/watch?v=p1FDx6BEml0

https://www.bbc.com/arabic/science-and-tech-52050314

https://arabic.euronews.com/2020/03/26/coronavirus-pangolins-found-to-carry-related-viruses

https://en.wikipedia.org/wiki/Pangolin

0 comments: