لماذا هذا السؤال ولماذا الآن
التسهيلات التي وفرتها حركة النقل للبضائع والسلع والمنتجات من مختلف أنحاء العالم ، الكفاءة العالية لمنظومات التجارة العالمية التي أصبحت قادرة على تقديم
تصورنا عن جودة شيء ما هي التي تجعلنا نتخذ قرار الشراء أو ننقر على زر الطلب أو نتصل لنعطي الإذن باعتماد العملية، فماهي الجودة حقا؟!
الجودة توصف بأنها هي الخصائص التي تميز شيئا ما عن أشياء أخرى من نفس النوع، هذه الخصائص تعبر عن الكمال وتعطي صورة عن مدى توفر الصفات المرغوبة وهي تعكس أيضاً قدرة هذا الشيء على إشباع حاجات المستخدم أو المستفيد حيث أن مطابقة احتياجات المستخدم تعتبر الهدف النهائي لفكرة الجودة بالنسبة للكثيرين، الجودة يمكن تحديدها بطرق مختلفة فيمكن أن ينظر إليها اعتماداً على المستخدم؛ هل يحقق غرضه وحاجاته من المنتج أو الخدمة ، كما يمكن أن ينظر إليها من منظور من يقوم بتصنيع المنتج أو توفير الخدمة؛ هل يحقق الكفاءة في استخدام الموارد وينتج بأقل تكلفة ممكنة وبدون هدر؟ أما في سوق تتنافس فيها المنتجات أو الخدمات يمكن تحديد الجودة بناء على مقدار المميزات التي يتم الحصول عليها مقارنة بالمنتجات الأخرى المعروضة، مثلاً هل يعتبر فارق عشرة يوان صينية 10¥كثيراً مقابل الحصول على موديل احدث تتوفر فيه خمسة ميزات إضافية؟
فلدينا حاجات المستخدم، ومواصفات المنتج أو الخدمة، و الكفاءة في استخدام الموارد للحصول على أقل تكاليف ممكنة للحصول على هذه النتيجة.
وبسبب هذه الزوايا المتعددة للنظر للموضوع ( وكلها تؤثر في نجاح المنتج وانتشاره ) جرى التركيز على الجودة الشاملة وهو مبدأ يركز على تصميم العمل والإجراءات والعمليات في كافة عناصر وأجزاء العمل مع المحافظة على التطوير المستمر الدائم.
وهذه النظرة تتوافق مع أن العميل تتغير احتياجاته وتفضيلاته مع تغير الظروف المحيطة به مايجعل تفسيره للجودة خاضعاً لهذا التغيير وهذا يفرض على مقدم الخدمة الاستمرار في التغيير الدائم والتطوير نحو الأفضل والاطلاع الدائم على مستجدات السوق للحفاظ على اهتمام وولاء العميل.
لذلك فإن الجودة تعتبر وصفة خاصة ومزيجاً متفرداً لكل حالة ، ولتحقيقها تشترك عوامل كثيرة
١- توجه الإدارة والتزامها بالجودة كمعيار أداء أساسي في الإنتاج والعمليات.
٢- التركيز على رضا العميل.
٣-التطوير المستمر.
٤- مشاركة العاملين في تحديد وتطبيق الجودة وتحقيق أهدافها.
٥- تحليل العمليات والتأكد من تكاملها مع أهداف الجودة.
٦- اتخاذ القرارات بناء على معلومات وبيانات وعدم الاكتفاء بتوقعات الإدارة والآراء الشخصية للمشرفين على الإنتاج.
٧- نظام عمل متكامل مصمم خصيصاً ليستوعب أهداف الجودة التي تم إقرارها.
ويظهر بوضوح أن الجودة ينبغي أن يتم ضبطهاعن طريق النظر إلى كافة أجزاء وأقسام العمل وهنا تبرز أهمية تصميم نظام العمل الذي يسمح بإضفاء التغييرات والتحديثات المطلوبة والاستجابة لما يتطلبه التطوير المستمر.
أيضاً فإن اختيار قوة العمل القادرة على التجاوب مع متطلبات الجودة يعتبر جانباً لايقل أهمية عن تصميم ذلك النظام وتحدد مدى قدرتنا على الاستفادة من هذا التصميم.
مفهوم الجودة في مؤسسة معينة أو مشروع معين تتم صياغته بناء على أهداف تلك المؤسسة وذلك المشروع بالتحديد وخططه المرحلية والتفصيلية.
وهو مفهوم متميز ولا يمكن أن يتم تحديده إلا بالنظر لمنظومة الأهداف للمنشأة.
من أهم الخصائص التي تجعل مفهوم الجودة مفهوماً متميزاً، ارتباط الجودة بالتغيير الدائم وشموليتها لكل أجزاء المنشأة.
فإذا كان المصنع مثلاً ينتج أكبر من المقدار المخطط له لدرجة أن البضائع تتكدس في المستودعات فهنا تواجه العمليات إخفاقاً في تحقيق الجودة على معيار ربحية التشغيل التي تتطلب أقل تكلفة ممكنة للعمليات ، ومصروفات التخزين والاحتفاظ بالبضاعة في المستودعات يشكل تكاليف إضافية كان يمكن تلافيها بالتخطيط السليم واستغلال موارد المصنع الاستغلال الأمثل.
خطة العمل الجيدة هي الخطة التي تأخذ في الحسبان كافة أهداف المنشأة واضعة في الاهتمام وزن كل منها ونسبة أهميتها وبدون ذلك سيكون تحقيق الجودة الشاملة أمراً متعذر التطبيق.
وهذا يتطلب معرفة ودراسة نظام العمل ومراحل العمليات التي تتم لتحديد مشاكل الجودة وإيجاد الحلول لها.
0 comments: